
عماد نصير
يحمل تقديم أحد النواب الأمريكيين من الحزب الديمقراطي مشروع قانون يقترح إلغاء مصطلح “الزوج والزوجة” من القانون الفدرالي الأمريكي واستبداله بمصطلح “الشريك” مؤشرًا خطيرًا على تطور مسار الدعم لـ”المثلية الجنسية”.
المقترح الذي يغازل مجتمع “الميم” والذي يتسق مع سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تقود أيديولوجيا غربية تدَّعي الديمقراطية وبالوقت ذاته تمس الرموز الدينية، وتعارض بشكل صارخ الديانات السماوية والطبيعة البشرية، يدلل على أن النهج الغربي الداعم لمجتمع “الميم” يتجه إلى أكثر من مجرد الدعم، وإنما هدم الفطرة البشرية وإلغاء مفهوم الأسرة، وجعل “الشاذ” طبيعيًّا، والطبيعي “شاذًّا”.
كثيرة هي الوعود التي أطلقها بايدن قبل 10 سنوات من ترشحه للرئاسة، وعندما أصبح رئيسًا سارع إلى تنفيذ أكثرها أهمية لديه وهو توقيع قانون يحمي زواج المثليين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ودعمه حق الإجهاض، وهذا مؤشر واضح على نهج الرئيس الديمقراطي وإدارته العتيدة.
“ديمقراطية قوس قزح” التي تدَّعي الدفاع عن حرية التعبير، تضرب بيدٍ من حديد كلَّ مَن له رأي ضد مفهوم المثلية “مجتمع الميم”، ولكنها بالوقت ذاته تدافع عن فعاليات حرق المصحف والإساءة للرموز الدينية، وتعتبر ذلك “حرية رأي وتعبير”.
مشروع القانون الديمقراطي المقترح في مجلس النواب الأمريكي، والذي ينادي بإلغاء مصطلحي “الزوج والزوجة” لقي ردًّا من عدة نواب جمهوريين من بينهم النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي، جيمس كومر، الذي ردَّ بشكل ساخر على المقترح قائلًا إن “الديمقراطيين لا يقاتلون من أجل وظائف أفضل في الولايات المتحدة ولا من أجل حدود آمنة، إنهم يقاتلون من أجل إرضاء طارئ يساري متطرف يستولي على الحزب الديمقراطي هنا في واشنطن”.
أمّا النائبة الجمهورية عن ولاية كارولينا الجنوبية نانسي ميس، فقد اعتبرت المقترح “هراءً”، مشيرة إلى أن “هذه الخطوة هي محاولة لمحو الأنوثة”.
ورغم الردود الجمهورية الرافضة، إلا أن المقترح الديمقراطي المثير للجدل، قد يجد طريقًا للمناقشة في الكونغرس، كما إن المقترح بحد ذاته، بدأ يطبَّق بشكل عملي في بعض الدوائر الرسمية الأمريكية، التي حدّثت لغتها لتكون أكثر شمولًا للنوع الاجتماعي الذي أصبح اليوم لا يقتصر على الرجل والمرأة من وجهة نظر غربية، تحاول بشكل صارخ محاربة القيم الدينية، ودعم مفاهيم تدمر مفهوم الأسرة، وتحاول التلاعب بالقيم المجبولة على الفطرة.
دعم غربي غريب لمجتمع “الميم” و لحرية “التحول الجنسي” و “الاعتداء على الرموز الدينية”، وكل ذلك يطرح التساؤل حول الهدف المرجو من كل ذلك؟ ولمصلحة مَن يحدث كل ذلك؟!
إرم نيوز